للحظة من مساء الخامس من شهر شباط (فبراير) 2022، عمّت الفرحة أرجاء البلاد العربيّة عندما أُعْلِنَ عن إنقاذ الطفل المغربيّ ريّان، الّذي كان قد سقط قبل خمسة أيّام في بئر بعمق 32 مترًا في ضواحي شفشاون شماليّ المغرب. لكنّ اللحظة لم تَدُم إلّا دقائق معدودة حتّى أعلن بيان رسميّ مغربيّ وفاة الطفل الّذي بدا أنّه أُخْرِجَ جثّة هامدة من البئر.
ملايين العرب ترقّبوا معًا، تسمّروا أمام شاشات التلفاز الّتي تابعت عمليّة الإنقاذ لحظة بلحظة لخمسة أيّام، فرحوا ثمّ حزنوا معًا، بينما سيطر شعور جمعيّ عربيّ بأنّ ريّان ليس العالق الوحيد في بئره، بل نحن أيضًا، وكأنّ الأمل بخروجه من البئر يعني أنّ ثمّة أملًا في أن نخرج نحن أيضًا من آبارنا.
لم يخرج ريّان من بئره حيًّا، وقد لا تلقى التساؤلات عن نجاعة عمليّة إنقاذه وطريقة إدراتها جوابًا، وستضاف لحظة الفرح المسروقة بخروجه حيًّا إلى لحظات فرح عربيّة مسروقة أخرى لم تكتمل، ولم يتبقّ منها غير الصورة، الصوت، والعمل الفنّيّ الّذي كثّف شعورًا جمعيًّا عربيًّا بالأمل والإيمان بالمستقبل وضرورتهما.
هنا تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا لبعض الأعمال الفنّيّة العربيّة الّتي وثّقت لحظات مختلفة من عمليّة إنقاذ ريّان منذ أن سقط في البئر وحتّى خروجه ميتًا.